بقاء هذه الأمَّة
تقدير عمر أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم مرتبط بتقدير عمر اليهود، فليس هناك نصّ في أنّ بقاء هذه الأمّة هو 1400 سنة، بل هي حسابات قائمة على أنّ عمر اليهود والنصارى المقدّر إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو 2100 سنة وزيادة قليلة، لذلك لا يصحّ الجزم بعمرٍ محدّد إطلاقًا دون تقييد، ولكننا نجزم بما دلّت عليه النصوص من تقدير مدَى بقائنا بالنسبة لمن سبقنا.
ومن الحساب المبني على هذه النصوص الصحيحة الصريحة نجزم بأنَّ عمر هذه الأمَّة منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو (1400 سنة) بناءً على أنَّ العمر المقدَّر لليهود والنصارى (2100 سنة)، وأنَّنا نعيش الآن في الزيادة التي لا يعلم قدرها إلاّ الله سبحانه وتعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنَّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأُعطوا قيراطًا قيراطا، ثمَّ أُوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثمَّ عجزوا فأُعطوا قيراطًا قيراطا، ثمَّ أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين}(صحيح البخاري).
وقال سلمان: (فترة بين عيسى ومحمَّد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة)(صحيح البخاري).
وقال الحافظ ابن حجر: (واستدلّ به على أنَّ بقاء هذه الأمّة يزيد على الألف لأنه يقتضي أنَّ مدّة اليهود نظير مدَّتَي النصارى والمسلمين، وقد اتفق أهل النقل على أنَّ مدّة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدّة النصارى من ذلك ستمائة)(فتح الباري).
وقال الإمام السيوطي: (الذي دلّت عليه الآثار أنّ مدة هذه الأمّة تزيد على الألف ولا تبلغ الزيادة خمسمائة أصلاً)(رسالة: الكشف عن مجاوزة هذه الأمّة الألف).
وذكَر أمين محمّد جمال الدِّين في كتابه (عمر أمّة الإسلام)* أنَّ أهل النقل وكتب التاريخ العامّ ذكروا أنَّ مدة اليهود تزيد عن الألفين بأكثر من مائة سنة.
* أصل هذا الموضوع والحسابات هنا منه.
إذاً: مدّة اليهود (بين موسى وعيسى) = 2100 - 600 (مدّة النصارى) = 1500 سنة وتزيد قليلا.
وحيث أنَّ عمر أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم = مدّة اليهود - مدّة النصارى
إذاً: عمر أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم = 1500 - 600 = 900 سنة وتزيد قليلا.
هذا بالإضافة إلى 500 سنة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنّ الله لن يعجزني في أمّتي أن يؤخّرها نصف يوم}(صحيح الجامع) (قيل: كم نصف ذلك اليوم، قال: خمسمائة سنة) صحّحه المقدسي في الأحاديث المختارة وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين.
900 + 500 = 1400 سنة، فهل أنت مستعدّ لما سيأتي؟.