صفة الدجال وخروجه الأخير
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأنّ وجوههم المجان المطرقة}(صحَّحه الحاكم والذهبي والألباني) {...وإنَّ قبل خروج الدجال ثلاث سنواتٍ شداد يصيب الناس فيها جوعٌ شديد، يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثمَّ يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثمَّ يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كلّه فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كلّه فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلفٍ إلاَّ هلكت إلاَّ ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام}(صحيح الجامع).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ما من نبي إلاّ وقد أنذر أمّته الأعور الكذاب ألا إنّه أعور وإنّ ربّكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه ك ف ر}(صحيح مسلم) {الدجال مكتوب بين عينيه ك ف ر أي كافر}(صحيح مسلم) {الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كلّ مسلم}(صحيح مسلم) {إنَّ المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأنّ عينه عنبة طافئة}(صحيح مسلم) {الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جَنَّة ونار فناره جَنَّة وجَنَّته نار}(صحيح مسلم) {إنَّ معه ماءًا ونارًا فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا}(صحيح مسلم) {لأنا أعلم بما مع الدجال منه} أي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعلم من الدجال بالذي معه {معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجّج فإمّا أدركنّ أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض ثم لْيطأطىء رأسه فيشرب منه فإنّه ماء بارد وإنّ الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كلّ مؤمن كاتب وغير كاتب}(صحيح مسلم).
الدجال هو أحد بني آدم وُلد منذ أكثر من 3500 عام، قصير ضخم شديد الخلقة أسمر في وجهه حمرة أجلى الجبهة عريض الرقبة جعد الشعر شديد الجعودة أعور العينين أفحج (بعيد ما بين الساقين) إذا مشى باعد ما بينهما، يخرج من قِبل المشرق (من خراسان) ويدور الأرض في 40 يومًا تعدل سنة وشهران ونصف، يفتن الناس بما معه من الخوارق والشبهات والشهوات، ثمَّ ينتهي إلى دمشق ومعه 70 ألفًا من يهود أصبهان فيحاصرها وفيها المهدي وأصحابه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ليَفرَّنَّ الناس من الدجال في الجبال} قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: {هم قليل}(صحيح مسلم) وقال: {ليس من بلدٍ إلاَّ سيطؤه الدجَّال إلاَّ مكة والمدينة وليس نقبٌ من أنقابها إلاَّ عليه الملائكة صافّين تحرسها، فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كلّ كافر ومنافق}(صحيح مسلم) وفي روايةٍ أخرى: {فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه فيخرج إليه كلّ منافق ومنافقة}(صحيح مسلم) وقال: {يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة}(صحيح مسلم).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {يخرج الدجال فيتوجّه قِبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح؛ مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، قال فيقولون له: أوَما تؤمن بربِّنا؟ فيقول: ما بربِّنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربّكم أن تقتلوا أحدًا دونه، قال: فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول: خذوه وشجّوه، فيوسع ظهره وبطنه ضربًا، قال فيقول: أوَما تؤمن بِي؟ قال فيقول: أنت المسيح الكذَّاب، قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم، فيستوي قائمًا، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلاً بصيرة قال ثم يقول: يا أيها الناس إنَّه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناس، قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسًا فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند ربِّ العالمين}(صحيح مسلم) ويخرج من المدينة، ففي رواية أخرى: { يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس...} قال أبو إسحاق: يُقال إنَّ هذا الرجل هو الخضر عليه السلام (صحيح مسلم).