فضائل الشام ودمشق
ـ
( صحيح )
عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام!قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال: ( تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام )
ـفقه السيرة
ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم -بعد الهجرة- يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ في مرض أصابه قبل وقعة بدر ، فرَكِبَ حِمَاراً ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بن زيد وسار حَتّىَ مَرّا بِمَجْلِسٍ فِيهِمْ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيَ وإذا فِي المجلس أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ ، والْيَهُودِ .
وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، فَلَمّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدّابّةِ ، خَمّرَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ . ثُمّ قَالَ: لاَ تُغَبّرُوا عَلَيْنَا . فَسَلّمَ عَلَيْهِمُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم . ثُمّ وَقَفَ فَنَزَلَ . فَدَعَاهُمْ إلَىَ اللّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ .
فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُبَيّ: أَيّهَا الْمَرْءُ! إنه لاَ أَحْسَنَ مما تقول ، إنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقّاً ، فَلاَ تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا ، وَارْجِعْ إلَىَ رَحْلِكَ ، فَمَنْ جَاءَكَ مِنّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ . .
فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بلى يا رسول الله فاغْشَنَا به فِي مَجَالِسِنَا ، فَإِنّا نُحِبّ ذَلِكَ . قَالَ: فَاسْتَبّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ . حَتّىَ كادوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا ، فَلَمْ يَزَلِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم يُخَفّضُهُمْ حتى سكتوا ، ثُمّ رَكِبَ وسار حَتّىَ دَخَلَ عَلَىَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ . فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: " أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ-يعني ابن أبيّ ؟ قَالَ سعد وما قال ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كَذَا وَكَذَا " فقال سعد: اعْفُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! . فَوَالذي أنزل عليك الكتاب ! لَقَدْ جاءك اللّهُ بالحق الّذِي أنزل عليك ، وَلَقَدِ اجتمع أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ -يعني المدينة- أَنْ يُتَوّجُوهُ ، وَيُعَصّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ . فَلَمّا أبى اللّهُ ذَلِكَ بِالْحَقّ الّذي أَعْطَاكَ ، شَرِقَ بِذَلِكَ . فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ