نزول عيسى بن مريم
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم - صلى الله عليه وسلم - حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) متفق عليه .
المفردات
الجزية: مال تأخذه الدولة الإسلامية من أهل الكتاب الذميين لقاء حمايتهم.
المعنى الإجمالي
لم يختلف الناس في نبي مثل اختلافهم في عيسى - عليه السلام - فالأمة اليهودية سبته بأعظم السب وأقبحه، والأمة النصرانية غلت في تعظيمه وادعته إلهاً، ووقفت الأمة الإسلامية موقفاً وسطاً فعظمته ونزهته عن قول اليهود، ولم تغل فيه غلو النصارى، بل قالت: هو عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد بيّن - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أن عيسى - عليه السلام - سينزل آخر الزمان ليكون حجة على الأمم الثلاث كلها، والحكمة من نزوله - عليه السلام - في آخر الزمان وليس قبل ذلك، أن آخر الزمان يتسم بقلة العلم وندوره، وكثرة الجهل وانتشاره، وليس هناك أكفأ ولا أولى بمهمة إحياء الدين وتنفيذ شريعة رب العالمين من نبي كعيسى - عليه السلام - في جلالة قدره وعلو منزلته، فهو رفع إلى السماء ولم يمت، والأمم الثلاث اختلفت فيه أشد الاختلاف، فليس هناك أعدل منه حكماً بينهم، فيحكم بصحة دين الإسلام وبطلان غيره من الأديان، فيَكْسِر الصليب في دلالة عملية على بطلان معتقد النصارى في صلبه، ويقتل الخنزير للدلالة على بطلان شرع النصارى في إباحته، ويفرض الجزية على أهل الكتابين من اليهود والنصارى دلالة على موافقته الشريعة الإسلامية في معاملتها إياهم، ويكافئ الله الناس في زمنه فتعظم بركات الأرض، وتكثر خيراتها، ويزرع الله القناعة في قلوب الخلق، وينبت الورع في نفوسهم، فيسير الغني بماله متصدقاً فلا يجد من يقبله .
الفوائد العقدية
1- نزول عيسى آخر الزمان من أمور الاعتقاد الثابتة .
2- حكمه بين الناس بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
3- إبطاله دين النصارى .
4- إبطاله دين اليهود .
5- فرضه الجزية عليهم .