حتى لا تكون شبحاً ... " أفشوا السلام بينكم "
السلام بابٌ واسعٌ يمكن به الدخول إلى قلوب الآخرين
به يأنس الخائف ..
ويطمئن المفزوع ..
ويقترب البعيد ..
وتُبنى المودة ..
ويٌخزى الشيطان ..
* السلام تحية أهل الجنة *
يكفي أن السلام هو تحية أهل الجنة الذين لا يختار الله تعالى لهم إلا ما هو أكمل وأحسن ،
فقد قال الله عز وجل عن أهل الجنة: { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ...} [الأحزاب:44] .
وقال سبحانه وتعالى: { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً...} [الواقعة:26]
وقال: { وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ } [إبراهيم:23].
إنه سلام يرسله المؤمن إلى العالم من حوله ..
سلام من المرض, سلام من الخوف ..
سلام من المعاصي..
سلام من العذاب ..
سلام من النار ..
سلام من كل آفة ..
* السلام حق المسلم على أخيه *
إن إلقاء السلام ورده أحد الحقوق التي كفلها الشرع للمسلم على أخيه المسلم.
أما إلقاء السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم ؛ فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم ".
وأما رد السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز " .
إنه شعار المودة..
وطريق إلى الجنة ..
وتجارة رابحة ..
والمحبة الصادقة ..
* السلام سبب للبركة وسبب علو ورفعة الدرجات *
فإن ذلك من أعظم أسباب البركة ومن أفضل ما رفع الرفعة والدرجات ،، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عيله وسلم: "يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك".
وإن الذي يبدا الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام".
فإلى متى ؟!
لماذا ضاع السلام منا وفينا ..
ولماذا أهملنا وبخلنا به على أنفسنا ..
رغم أن خير الإسلام بعد الصدقة أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ..
إنه بحق لمظهر مزري ..
وفعل مؤذي ..
فكيف يستمرئ المسلم من نفسه هذا ؟
ختاماً ..
جدير بالمسلم أن يفشي السلام في الأرض
محتسباً الأجر في إحياء السنة ، وفي امتثالها .
ولا يثنه عن السير في هذا الطريق ما يواجهه من أذىً ، واستهزاءٍ ، وعدم إجابةٍ ،
فإن انتشار السنن يحتاج إلى صبر ومصابرةٍ
أفلا يكفينا إحياء وامتثال سنة النبي صلى الله عليه وسلم .. ؟